وصل المسلمون في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه إلى تونس، لكنهم لم يواصلوا فتوحاتهم بسبب الفتن التي استمرت حتى نهاية خلافة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وعندما استقر الأمر لمعاوية كانت جبهة شمالي إفريقيا أولى الجبهات التي اهتم بها، لأنها كانت تخضع لنفوذ الدولة البيزنطية التي عزم على تضييق الخناق عليها، فأرسل حملة إليها بقيادة معاوية بن حديج، ثم أرسله على رأس حملة أخرى بعد فترة قصيرة فاستطاع أن يفتح العديد من البلاد في شمال إفريقيا، مثل جلولاء وسوسة.
كان اسناد معاوية بن أبي سفيان قيادة الجيش الفاتح إلى عُقبة بن نافع نقطة تحول رئيسية في سير المعارك الإسلامية. فهو واحد من كبار القادة الذين لمعت أسماؤهم في الفتوحات الإسلامية في العصر الأموي، ولم يكن جديدا على الميدان، حيث شارك في فتح تلك البلاد، واكتسب خبرة كبيرة، فواصل فتوحاته في هذه الجبهة. ولما رأى عقبة اتساع الميدان، وبعد خطوط مواصلاته عن قواعده في مصر، شرع في بناء مدينة تكون قاعدة للجيش، ومركزا لانطلاقاته وإمداداته، فبنى مدينة القيروان التي كان لها شأن عظيم في الفتوحات وفي الحركة العلمية. وأثناء تأسيسها كان عقبة يرسل السرايا للفتح، ويدعو الناس إلى الإسلام، فدخل كثير من البربر في الإسلام.
ظل عقبة بن نافع، كما جاء في موسوعة (التاريخ الإسلامي - فتح شمال إفريقيا) يواصل فتوحاته ونشر الإسلام حتى عزله معاوية وولى مكانه أبا المهاجر دينار، الذي كان يتمتع إلى جانب مهارته العسكرية بقدر من الكياسة وحسن التصرف والفطنة، حيث أدرك أن البربر سكان الشمال الإفريقي قوم أشداء، يعتدون بكرامتهم ويحرصون على حريتهم كالعرب تماماً، وأن سياسة اللين والتسامح قد تجدي معهم أكثر من سياسة الشدة. ونجحت سياسته في اجتذاب البربر إلى الإسلام، وبخاصة عندما أظهر تسامحاً كبيراً مع زعيمهم كسيلة بن لمزم، الذي أظهر الاسلام.
لم يمض وقت كثير حتى عاد عقبة بن نافع إلى قيادة الجهاد ببلاد المغرب وانتقل أبو المهاجر إلى صفوف الجنود، فقرر استئناف مسيرة الفتح الإسلامي من حيث انتهى أبو المهاجر، وكانت مدينة “طنجة” هي آخر محطات الفتح أيام أبي المهاجر الذي كان قد أشار على عقبة ألا يدخل مدينة طنجة على اعتبار أن “كسيلة” زعيم البربر أسلم. غير أن عقبة كان يشك في نوايا وصحة إسلام كسيلة، فقرر الانطلاق لمواصلة الجهاد مروراً بطنجة وما حولها، خاصة أن للروم حاميات كثيرة في المغرب الأوسط.
انطلق عقبة وجنوده من مدينة القيروان، لا يقف لهم أحد ولا يدافعهم أي جيش، فالجميع يفرون من أمامهم، وكلما اجتمع العدو في مكان، انقض عقبة ورجاله عليهم ففتح مدينة “باغاية” ثم نزل على مدينة “تلمسان وهي من أكبر المدن في المغرب الأوسط وبها جيش ضخم من الروم وكفار البربر، وهناك دارت معركة شديدة استبسل فيها الروم والبربر في القتال وكان يوما عصيبا على المسلمين، حتى أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين، واضطر الأعداء للتراجع حتى “الزاب”.
سأل عقبة عن أعظم مدينة في الزاب (كما جاء في دراسة معارك وفتوحات إسلامية) فقيل له: إنها “أربة” وهي دار ملكهم وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية عامرة، ففتحها عقبة، والروم يفرون من أمامه ورحل عقبة بعدها إلى مدينة “تاهرت” فأرسل الروم استغاثة لقبائل البربر فانضموا إليهم فقام عقبة في جيشه خطيبا وقال عبارات تلخص رسالة المجاهد في سبيل الله فقال: “أيها الناس إن أشرافكم وخياركم الذين رضي الله تعالى عنهم وأنزل فيهم كتابه، بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على قتال من كفر بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرافكم والسابقون منكم إلى البيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين بجنته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة وإنما بايعتم رب العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلا طلباً لرضاه وإعزازاً لدينه، فأبشروا فكلما كثر العدو كان أخزى لهم وأذل إن شاء الله تعالى، وربكم لا يسلمكم فالقوهم بقلوب صادقة، فإن الله عز وجل قد جعل بأسه على القوم المجرمين” وبهذه الكلمات استثار عقبة حمية رجاله.
في هذه الأثناء كان أبو المهاجر في ركب عقبة ولكن عقبة غضب منه فقيده، فلما رأى أبو المهاجر هجوم كسيلة ومن معه على المسلمين غضب وشعر بالغدر، لأنه كان يعتقد أن إسلام كسيلة حقيقي، وأنشد أبو المهاجر أبياتاً لأبي محجن الثقفي منها:
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا
وأترك مشدودا على وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وأغلقن
مصارع دوني قد تصم المناديا
ففك عقبة وثاقه وقال له: ألحق بالقيروان وقم بأمر المسلمين وأنا أغتنم الشهادة، فقال أبو المهاجر: وأنا أيضا أريد الشهادة، وكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم واقتتلوا مع البربر حتى استشهد عقبة وكل من معه في أرض الزاب سنة 63 هجرية.
نقطة تحول
كان اسناد معاوية بن أبي سفيان قيادة الجيش الفاتح إلى عُقبة بن نافع نقطة تحول رئيسية في سير المعارك الإسلامية. فهو واحد من كبار القادة الذين لمعت أسماؤهم في الفتوحات الإسلامية في العصر الأموي، ولم يكن جديدا على الميدان، حيث شارك في فتح تلك البلاد، واكتسب خبرة كبيرة، فواصل فتوحاته في هذه الجبهة. ولما رأى عقبة اتساع الميدان، وبعد خطوط مواصلاته عن قواعده في مصر، شرع في بناء مدينة تكون قاعدة للجيش، ومركزا لانطلاقاته وإمداداته، فبنى مدينة القيروان التي كان لها شأن عظيم في الفتوحات وفي الحركة العلمية. وأثناء تأسيسها كان عقبة يرسل السرايا للفتح، ويدعو الناس إلى الإسلام، فدخل كثير من البربر في الإسلام.
ظل عقبة بن نافع، كما جاء في موسوعة (التاريخ الإسلامي - فتح شمال إفريقيا) يواصل فتوحاته ونشر الإسلام حتى عزله معاوية وولى مكانه أبا المهاجر دينار، الذي كان يتمتع إلى جانب مهارته العسكرية بقدر من الكياسة وحسن التصرف والفطنة، حيث أدرك أن البربر سكان الشمال الإفريقي قوم أشداء، يعتدون بكرامتهم ويحرصون على حريتهم كالعرب تماماً، وأن سياسة اللين والتسامح قد تجدي معهم أكثر من سياسة الشدة. ونجحت سياسته في اجتذاب البربر إلى الإسلام، وبخاصة عندما أظهر تسامحاً كبيراً مع زعيمهم كسيلة بن لمزم، الذي أظهر الاسلام.
لم يمض وقت كثير حتى عاد عقبة بن نافع إلى قيادة الجهاد ببلاد المغرب وانتقل أبو المهاجر إلى صفوف الجنود، فقرر استئناف مسيرة الفتح الإسلامي من حيث انتهى أبو المهاجر، وكانت مدينة “طنجة” هي آخر محطات الفتح أيام أبي المهاجر الذي كان قد أشار على عقبة ألا يدخل مدينة طنجة على اعتبار أن “كسيلة” زعيم البربر أسلم. غير أن عقبة كان يشك في نوايا وصحة إسلام كسيلة، فقرر الانطلاق لمواصلة الجهاد مروراً بطنجة وما حولها، خاصة أن للروم حاميات كثيرة في المغرب الأوسط.
استشهاد القائدين
انطلق عقبة وجنوده من مدينة القيروان، لا يقف لهم أحد ولا يدافعهم أي جيش، فالجميع يفرون من أمامهم، وكلما اجتمع العدو في مكان، انقض عقبة ورجاله عليهم ففتح مدينة “باغاية” ثم نزل على مدينة “تلمسان وهي من أكبر المدن في المغرب الأوسط وبها جيش ضخم من الروم وكفار البربر، وهناك دارت معركة شديدة استبسل فيها الروم والبربر في القتال وكان يوما عصيبا على المسلمين، حتى أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين، واضطر الأعداء للتراجع حتى “الزاب”.
سأل عقبة عن أعظم مدينة في الزاب (كما جاء في دراسة معارك وفتوحات إسلامية) فقيل له: إنها “أربة” وهي دار ملكهم وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية عامرة، ففتحها عقبة، والروم يفرون من أمامه ورحل عقبة بعدها إلى مدينة “تاهرت” فأرسل الروم استغاثة لقبائل البربر فانضموا إليهم فقام عقبة في جيشه خطيبا وقال عبارات تلخص رسالة المجاهد في سبيل الله فقال: “أيها الناس إن أشرافكم وخياركم الذين رضي الله تعالى عنهم وأنزل فيهم كتابه، بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على قتال من كفر بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرافكم والسابقون منكم إلى البيعة، باعوا أنفسهم من رب العالمين بجنته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة وإنما بايعتم رب العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلا طلباً لرضاه وإعزازاً لدينه، فأبشروا فكلما كثر العدو كان أخزى لهم وأذل إن شاء الله تعالى، وربكم لا يسلمكم فالقوهم بقلوب صادقة، فإن الله عز وجل قد جعل بأسه على القوم المجرمين” وبهذه الكلمات استثار عقبة حمية رجاله.
في هذه الأثناء كان أبو المهاجر في ركب عقبة ولكن عقبة غضب منه فقيده، فلما رأى أبو المهاجر هجوم كسيلة ومن معه على المسلمين غضب وشعر بالغدر، لأنه كان يعتقد أن إسلام كسيلة حقيقي، وأنشد أبو المهاجر أبياتاً لأبي محجن الثقفي منها:
كفى حزنا أن ترتدي الخيل بالقنا
وأترك مشدودا على وثاقيا
إذا قمت عناني الحديد وأغلقن
مصارع دوني قد تصم المناديا
ففك عقبة وثاقه وقال له: ألحق بالقيروان وقم بأمر المسلمين وأنا أغتنم الشهادة، فقال أبو المهاجر: وأنا أيضا أريد الشهادة، وكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم واقتتلوا مع البربر حتى استشهد عقبة وكل من معه في أرض الزاب سنة 63 هجرية.
الخميس أبريل 23, 2015 9:15 pm من طرف صبر جميل
» طور منتداك في منتدى العرب اشقاء
الخميس أبريل 23, 2015 9:01 pm من طرف صبر جميل
» avira_antivir_personal_free.exe من رفعي
الثلاثاء أبريل 14, 2015 7:40 pm من طرف صبر جميل
» صو برشلونة
الثلاثاء أبريل 14, 2015 7:40 pm من طرف صبر جميل
» الحضارة الاغريقيةا
الثلاثاء أبريل 14, 2015 7:39 pm من طرف صبر جميل
» الإمســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك
الثلاثاء أبريل 14, 2015 7:38 pm من طرف صبر جميل
» ملخص مادة الاقتصاد bac2012
الثلاثاء أبريل 14, 2015 7:37 pm من طرف صبر جميل
» هام جدا لكل مقبل على إمتحان البكالوريا
الثلاثاء أبريل 14, 2015 7:37 pm من طرف صبر جميل
» مواضيع جريدة الخبر لبكالوريا 2012 - متجدد كل يوم -
الثلاثاء أبريل 14, 2015 7:37 pm من طرف صبر جميل